بغداد, 30 نيسان 2014-05-03

مبارك لك يا عراق

اليوم قد صوت الشعب العراقي في انتخابات تعتبر مفتاح للتحول الديمقراطي في هذا البلد العظيم, حيث تعتبر الديمقراطية لديه ميزة فريدة من نوعها بمجرد اعطاء الناس الحق في التصويت, وسوف يكون من الصعوبة حرمانهم منها كونهم من افضل حماتها.
دعوني اهنئ جميع العراقيين الذين اظهروا مرونة لاتصدق من خلال النهوض يوم الانتخابات وباعداد كبيرة للتصويت, حيث اضطر المواطنون في بعض المناطق للانتظار ساعات طويلة للحصول على فرصة التصويت بالرغم من التحديات الامنية الصعبة للغاية التي يواجهونها.
ان الالتزام بالديمقراطية من قبل غالبية الشعب في هذا البلد تبين استعدادهم لمواجهة التحديات الامنية الصعبة من اجل بناء دولة تكسب الاشادة من قبل الجميع.
وأود ايضا ان اثني على الجهود التي بذلتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في ضمان انتخابات عراقية بالكامل, تم اعدادها بطريقة مهنية وتم اقامتها في مواعيدها المحددة متماشية مع الالتزامات الوطنية ومسترشدة بالمعايير الدولية.
وأود هنا ان اشيد بعمل الموظفين الدائميين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاربعمائة الف من موظفي الاقتراع الذين اظهروا احترافا عاليا في اداء واجباتهم يوم الاقتراع.
وينبغي علينا الاشادة هنا باللجنة الامنية العليا للانتخابات وبتفاني واخلاص عناصر الامن في اداء عملهم بشكل مكثف لضمان الامن يوم الاقتراع في جميع انحاء البلاد.
وبالرغم من ان العنف قد ارتفع في الفترة التي سبقت يوم الانتخاب مستهدفاً مراكز الاقتراع والمرشحين والناخبين على حد سواء في اغلب انحاء العراق, ولكن نجد انه في يوم الانتخاب تم الابلاغ عن حوادث قليلة ان وجدت, حيث تم الابلاغ في الجانب الامني بان اغلب الحوادث كانت في محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين, وايضا بصورة خاصة بعض المناطق حول بغداد وكركوك.
ومع ذلك, فان اولئك الذين حاولوا عرقلة فترة الحملة الانتخابية والتأثير على يوم الانتخابات سواء من خلال الخطابات والتهديدات والعنف او من خلال وسائل اخرى فقد ثبت خطأهم, حيث اظهر الناخبون تصميمهم على ممارسة حقهم وخروجهم للتصويت واختيار ممثليهم.
ومع ذلك, اود ان اعرب عن اعمق التعازي لعوائل جميع الضحايا الذين فقدوا ارواحهم نتيجة العنف الذي رافق الانتخابات. اود ان اؤكد على ان لجميع الناخبين الحق بالتمتع بالمشاركة في الانتخابات في بيئة سليمة وآمنة خالية من العنف.

وعلى المستوى التقني, فقد اظهرت عملية الانتخاب اليوم نضجا كبيرا, حيث ان الغالبية العظمى من محطات الاقتراع قد فتحت ابوابها للمواطنين في الوقت المحدد, وان مجموعات الاقتراع قامت بعملها على الرغم من بعض التحديات, وان الدعم المطلوب كان حاضرا عن الحاجة له.
مع ذلك, ان العملية الانتخابية لم تنته بعد, حيث اني اريد ان استغل هذه الفرصة لاحث الجميع على التحلي بالصبر واعطاء المفوضية المساحة اللازمة لانجاز العملية من خلال الاجراءات المعمول بها.
وانا ادعو جميع الكيانات السياسية الى الامتناع عن اي عمل وتصريحات قد تؤثر على الانتخابات, وادعوهم بتوجيه اي شكاوى الى المكاتب المناسبة في المفوضية, واحترام القرارات النهائية.
وبعد ان بدأت عملية فرز وعد الاصوات, فأنني اشجع بقوة المفوضية بتوفير مركز الاقتراع واعادة فرز النتائج الى وكلاء الكيانات السياسية, والتي سوف تؤدي الى زيادة المصداقية والشفافية للعملية الانتخابية.
واخيراً, وبمجرد اعلان النتائج المعتمدة, فأنني اتطلع الى اقامة عملية سياسية يستطيع فيها قادة العراق التوصل الى الاتفاقات اللازمة لضمان الاسراع في تشكيل حكومة جديدة, على اساس برنامج وطني شامل.

نيكولاي ميلادينوف / الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
IHEC © muhammad mahdi Ihec
Top